أسس بناء الدولة في ضوء الهجرة النبوية ، خطبة الجمعة القادمة للدكتور خالد بدير
خطبة بعنوان : أسس بناء الدولة في ضوء الهجرة النبوية ، للدكتور خالد بدير 7 محرم 1441 هـ ، بتاريخ: 7 محرم 1441هـ – 6 سبتمبر 2019م
لتحميل خطبة بعنوان : أسس بناء الدولة في ضوء الهجرة النبوية ، للدكتور خالد بدير ، وعناصرها:
لتحميل خطبة بعنوان : أسس بناء الدولة في ضوء الهجرة النبوية ، بصيغة word أضغط هنا.
لتحميل خطبة بعنوان : أسس بناء الدولة في ضوء الهجرة النبوية ، بصيغة pdf أضغط هنا.
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
للمزيد عن مسابقات الأوقاف
ولقراءة خطبة بعنوان : أسس بناء الدولة في ضوء الهجرة النبوية ، للدكتور خالد بدير : كما يلي:
عناصر خطبة بعنوان : أسس بناء الدولة في ضوء الهجرة النبوية ، للدكتور خالد بدير :
الأساس الأول: بناء المسجد
الأساس الثاني: المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار
الأساس الثالث : المعاهدات بين المسلمين وغير المسلمين
المقدمة: أما بعد:
أيها المسلمون: نحن نعلم جميعاً أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما هاجر من مكة إلى المدينة لم يكن هناك دولة ؛ فأقام النبي صلى الله عليه وسلم دولته في المدينة على ثلاثة أسس رئيسة؛ الأساس الأول: المسجد ؛ والأساس الثاني: المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ؛ والأساس الثالث: المعاهدات بين المسلمين وغير المسلمين !!
وهنا سؤال يطرح نفسه: لماذا ركز صلي الله عليه وسلم على هذه الأسس الثلاث مع أن في الإسلام أسساً غيرها كثيرة ؟!!
هذا ما سنعرفه في هذا اللقاء إن شاء الله تعالى من خلال هذا العرض التفصيلي لهذه الأسس الثلاثة :
الأساس الأول: بناء المسجد
عباد الله: إن أول خطوة قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم عند وصوله المدينة ( بناء المسجد )؛ ولا غرو ولا عجب، فإن إقامة المسجد أول وأهم ركيزة في بناء المجتمع الإسلامي، ذلك أن المجتمع المسلم إنما يكتسب صفة الرسوخ والتماسك بالتزام نظام الإسلام وعقيدته وآدابه؛ وإنما ينبع ذلك كله من روح المسجد ووحيه .
ولقد فطن الغرب إلى أهمية ومكانة المسجد في بناء الدولة الإسلامية؛ وفي ذلك يقول أحد المستشرقين ( يدعى زهير ) : ” ما زال المسلمون في قوة مادام معهم القرآن والمسجد ” . وذلك لأن المسجد مجمع الفوائد كلها؛ قال الحسن البصري: [ أيها المؤمن! لن تعدم المسجد إحدى خمس فوائد أولها: مغفرة من الله تكفر ما سلف من الخطيئة، وثانيها: اكتساب رجل صالح تحبه في الله، وثالثها: أن تعرف جيرانك فتتفقد مريضهم وفقيرهم، ورابعها: أن تكف سمعك وبصرك عن الحرام، وخامسها: أن تسمع آية تهديك] .
أحبتي في الله: إن مهمة المسجد في عهد سلفنا الصالح لمن تكن قاصرة على أداء الشعائر والصلوات فحسب !!
فالمسجد في عهد سلفنا الصالح وصدر هذه الأمة الوضاء كان منطلَقًا للجيوش.
المسجد في عهد سلفنا الصالح كان ملاذًا لهم، إذا ضاقت بهم الهموم واشتبكت الغموم أتوه وانطرحوا بين يدي ربهم، فتنفرج لهم الدنيا؛ فكان – صلى الله عليه وسلم- ينادي على بلال فيقول: ” يَا بِلَالُ أَقِمْ الصَّلَاةَ أَرِحْنَا بِهَا”.( أبو داود ).
فالإنسان مكون من جسد وروح، فكما يغذي جسده بالطعام مرتين أو ثلاثاً يومياً، فعليه أن لا يهمل غذاء الروح وإلا أصبح حيوانياً { إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا}. (الفرقان:44).
المسجد في عهد سلفنا الصالح كان منارة هدى ومعهد تعليم ومدرسة تربية، لكَم تعلم فيه الجاهل، واتّعظ فيه الغافل، واسترشد فيه الضال، واهتدى فيه المنحرف.
المسجد في عهد سلفنا الصالح كان مكانًا لإطعام الجائع ومواساة الفقير، وليست قصة أهل الصفة عنا ببعيد، فعن أَبَي هُرَيْرَةَ يَقُولُ: أَللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِنْ كُنْتُ لَأَعْتَمِدُ بِكَبِدِي عَلَى الْأَرْضِ مِنْ الْجُوعِ، وَإِنْ كُنْتُ لَأَشُدُّ الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِي مِنْ الْجُوعِ، وَلَقَدْ قَعَدْتُ يَوْمًا عَلَى طَرِيقِهِمْ الَّذِي يَخْرُجُونَ مِنْهُ فَمَرَّ أَبُو بَكْرٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِيُشْبِعَنِي فَمَرَّ وَلَمْ يَفْعَلْ، ثُمَّ مَرَّ بِي عُمَرُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِيُشْبِعَنِي فَمَرَّ فَلَمْ يَفْعَلْ، ثُمَّ مَرَّ بِي أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَبَسَّمَ حِينَ رَآنِي وَعَرَفَ مَا فِي نَفْسِي وَمَا فِي وَجْهِي ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا هِرٍّ؟ قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:
الْحَقْ، وَمَضَى فَتَبِعْتُهُ فَدَخَلَ فَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنَ لِي، فَدَخَلَ فَوَجَدَ لَبَنًا فِي قَدَحٍ فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ هَذَا اللَّبَنُ؟ قَالُوا: أَهْدَاهُ لَكَ فُلَانٌ أَوْ فُلَانَةُ، قَالَ أَبَا هِرٍّ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: الْحَقْ إِلَى أَهْلِ الصُّفَّةِ فَادْعُهُمْ لِي، قَالَ: وَأَهْلُ الصُّفَّةِ أَضْيَافُ الْإِسْلَامِ لَا يَأْوُونَ إِلَى أَهْلٍ وَلَا مَالٍ وَلَا عَلَى أَحَدٍ إِذَا أَتَتْهُ صَدَقَةٌ بَعَثَ بِهَا إِلَيْهِمْ وَلَمْ يَتَنَاوَلْ مِنْهَا شَيْئًا، وَإِذَا أَتَتْهُ هَدِيَّةٌ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ وَأَصَابَ مِنْهَا وَأَشْرَكَهُمْ فِيهَا، فَسَاءَنِي ذَلِكَ فَقُلْتُ وَمَا هَذَا اللَّبَنُ فِي أَهْلِ الصُّفَّةِ؟!! كُنْتُ أَحَقُّ أَنَا أَنْ أُصِيبَ مِنْ هَذَا اللَّبَنِ شَرْبَةً أَتَقَوَّى بِهَا، فَإِذَا جَاءَ أَمَرَنِي فَكُنْتُ أَنَا أُعْطِيهِمْ وَمَا عَسَى أَنْ يَبْلُغَنِي مِنْ هَذَا اللَّبَنِ وَلَمْ يَكُنْ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُدٌّ، فَأَتَيْتُهُمْ فَدَعَوْتُهُمْ فَأَقْبَلُوا فَاسْتَأْذَنُوا فَأَذِنَ لَهُمْ وَأَخَذُوا مَجَالِسَهُمْ مِنْ الْبَيْتِ، قَالَ يَا أَبَا هِرٍّ قُلْتُ:
لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: خُذْ فَأَعْطِهِمْ قَالَ:
فَأَخَذْتُ الْقَدَحَ فَجَعَلْتُ أُعْطِيهِ الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ فَأُعْطِيهِ الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ رَوِيَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ، فَأَخَذَ الْقَدَحَ فَوَضَعَهُ عَلَى يَدِهِ فَنَظَرَ إِلَيَّ فَتَبَسَّمَ فَقَالَ أَبَا هِرٍّ قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: بَقِيتُ أَنَا وَأَنْتَ قُلْتُ: صَدَقْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: اقْعُدْ فَاشْرَبْ فَقَعَدْتُ فَشَرِبْتُ فَقَالَ اشْرَبْ فَشَرِبْتُ فَمَا زَالَ يَقُولُ اشْرَبْ حَتَّى قُلْتُ لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَجِدُ لَهُ مَسْلَكًا، قَالَ فَأَرِنِي فَأَعْطَيْتُهُ الْقَدَحَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَسَمَّى وَشَرِبَ الْفَضْلَةَ”( البخاري).
المسجد في عهد سلفنا الصالح كان يضجّ بالبكاء، وتتعالى فيه أصوات التكبير والتسبيح والثناء والألسنة الصادقة بالدعاء، فما أن يدخله الداخل حتى يزداد إيمانه، ويشتدّ في الحق بنيانه.
المسجد في عهد سلفنا الصالح كان مدرسة الأجيال وملتقى الأبطال، خرج من بين جنباته المفسر للقرآن العالم به ؛ والمحدث والفقيه والخطيب والمجاهد ؛ والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر ؛ والداعي إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخرجت رحاب المساجد آنذاك قادة الدنيا الذين غيروا وجه التاريخ وأصبحت سيرتهم غُرّة في جبين الزمن ؛ وأنموذجاً لم تعرف البشرية مثله .
المسجد في عهد سلفنا الصالح كان مدرسة أخلاقية تهذب النفوس والسلوك ، ولهذا المعنى شرعت العبادات كلها، {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} (العنكبوت:45)، فمن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له، فالصلاة وحدها والتي يظن البعض أنها علاقة بين العبد وربه، هي في الحقيقة شحنة روحية هائلة ودرس أخلاقي واجتماعي ونفسي يدفع الإنسان إلى الطريق الأفضل في حياته وعلاقاته مع الآخرين بسلوك يتسامى ويتعالى لأنه يستمد توجيهه من التربية الإسلامية.
المسجد في عهد سلفنا الصالح مدرسة روحية تغذي النفوس والأرواح عن طريق المناجاة بين وبين خالق الكون ، ويكفي أنك بمجرد قراءتك لأم الكتاب تفتح باباً لمناجاة ربك.
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ:{ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ:{ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ:{ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، فَإِذَا قَالَ{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ:{ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ } قَالَ هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ” (مسلم)، بل إنك حينما تدخل المسجد فإنك تقوم بحرق ذنوبك خمس مرات يومياً، قال- صلى الله عليه وسلم – :
” تحترقون تحترقون فإذا صليتم الصبح غسلتها، ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم الظهر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم العصر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم المغرب غسلتها، ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم العشاء غسلتها، ثم تنامون فلا يكتب عليكم حتى تستيقظوا” [ الطبراني بسند حسن ] .
المسجد في عهد سلفنا الصالح كان مدرسة اجتماعية ؛ فالمسجد مكان التقاء المسلمين وتقوية الأواصر بينهم .
قل لي بالله عليك، لو لم تكن منتظمًا في صلاة الجماعة بالمسجد: كم تعرف ممن يصلون معك الجمعة؟! المسجد إذن يقوي وينمي الروابط والأواصر الاجتماعية بين المسلمين، ويذيب الفوارق بينهم، فالحاكم يصلي بجوار المحكوم، والغني يصلي بجوار الفقير ؛ وهكذا ….!!
إن من نظام الإسلام وآدابه شيوع آصرة الأخوة والمحبة بين المسلمين، ولكن شيوع هذه الآصرة لا يتم إلا في المسجد، فمن مظاهر ذلك أن يتلاقى المسلمون يومياً، على مرات متعددة في بيت من بيوت الله – تعالى – وقد تساقطت بينهم الفوارق، فالمسجد باجتماع المسلمين فيه يقضي على مرض التعالي والأثرة والأنانية، وقد أبطل الإسلام هذه الفوارق وهدمها، فعَنْ سَعْدٍ قَالَ:كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّةَ نَفَرٍ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
اطْرُدْ هَؤُلَاءِ لَا يَجْتَرِئُونَ عَلَيْنَا، قَالَ: وَكُنْتُ أَنَا وَابْنُ مَسْعُودٍ وَرَجُلٌ مِنْ هُذَيْلٍ وَبِلَالٌ وَرَجُلَانِ لَسْتُ أُسَمِّيهِمَا، فَوَقَعَ فِي نَفْسِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقَعَ فَحَدَّثَ نَفْسَهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: { وَلَا تَطْرُدْ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ }(مسلم)
ولكم أن تسألوا:
وما هي تلك المساجد العظيمة التي أخرجت هؤلاء العظماء؟! إنها مساجد بنيت من الجريد وسعف النخيل !! إنها مساجد بنيت من الطين !! قد تجد فيها سراجًا ضعيفًا وقد لا تجده!! إنها مساجد لم تكن مكيفة ولا منمقة ولا مزخرفة !! لا، لكن أخرجت أولئك العظماء لأن العبرة بأهل الدار وليس بالدار، فهل من نظرة بعين العبرة لحال مساجدنا ومساجدهم، ما عرف التاريخ في مساجد فيها وسائل الراحة كمساجد الناس اليوم، ولكن أين الخريجون منها؟!
أيها المسجد يا مأوى الحنين ……….. فيك يا مسجد فجر المؤمنيـــن
فيك أطيار الهدى قد سبَّحت …………. وسرى في قلبك الحب الدفين
وبلال الشوق نادى سَحَـراً ……………. ادخلوها بســــــــــــــلامٍ آمـــــــــــــنين
أحبتي في الله: هذه هي رسالة المسجد، والله لو أديت على أكمل وجه لصلح حال البلاد والعباد، ولعلنا نتساءل عن سر نجاح المسجد في أداء رسالته ومهمته في الصدر الأول؟!! نجد أن سر نجاحه يرجع أساساً إلى فهم المسلمين المستقيم لحقيقة وطبيعة الحياة الدنيا ولرسالة الإنسان فيها . فلم يحدث انفصام في شخصية المؤمن بين الدين والدنيا أو بين الروح والجسد أو بين المسجد والمجتمع، بل لقد عاش المسلمون الأول في سياج الإسلام بالمعنى الشامل فَعَلَت بهم راية الإيمان، ورفعوا منارة التوحيد ونشروا لواء العدل وجعلوا كلمة الله هي العليا، ومن أجل ذلك شرع الأذان ( الله أكبر الله أكبر ) النغمة العلوية التي تدوي في الآفاق كل يوم خمس مرات والتي ترتج لها أنحاء الوجود.
أمة الإسلام، حقًا والله، علينا أن نعيد للمسجد دوره، أن نعيد له رسالته، أن نعيد له مهمته وكيانه، والله ما ضعفت الأمة وما ذلت وما استكانت إلا يوم أن ضعفت مساجدها، مساجد اليوم لا يمكث فيها الناس أكثر من ساعة ونحوها، وثلاثة وعشرون ساعة قد عطل فيه المسجد ودوره، ونسيت وظيفته، إنها دعوة لكم جميعًا وبالأخص أئمة المساجد وطلاب العلم وممن له حظ ولو يسير فيه، اعمروا بيوت الله بالحلقات، للقرآن وللتعليم وللفقه وللتوحيد وغيرها.
ليكن جماعة المسجد إخوة مترابطين متعاونين، بينهم لقاءات خير وبركة وتفقد وإعانة، قوموا بالواجب عليكم، أحيوا مساجدكم بعدما مات كثير منها، فقلما تسمع فيها حديثاً إلا في رمضان، وأحد عشر شهرًا يعلو سبات الغفلة أهل المسجد وإمامهم، أصلح الله الحال، وهدى القلوب، وأنقذها من الضلال، إنه سبحانه عزيز حكيم ذو العزة والجلال.
الأساس الثاني: المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار
عباد الله: إن الرسول صلّى الله عليه وسلم آخى بين أصحابه من المهاجرين والأنصار، آخى بينهم على الحق والمواساة، وعلى أن يتوارثوا بينهم بعد الممات، بحيث يكون أثر الأخوة الإسلامية في ذلك أقوى من أثر قرابة الرحم.
روى البخاري عن ابن عباس قال: «كان المهاجرون حين قدموا المدينة يرث المهاجريّ الأنصاريّ دون ذوي رحمه للأخوة التي آخى النبي صلّى الله عليه وسلم بينهم، ثم نسخ بقوله : { وَأُوْلُواْ الأرحام بَعْضُهُمْ أولى بِبَعْضٍ } [ الأنفال : 75 ] » .
ومن أروع الأمثلة في المؤاخاة ما كان بين عبدالرحمن بن عوف مع سعد بن الربيع؛ ” فعن أنس، قال: قدم عبدالرحمن بن عوف فآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري، فعرض عليه أن يناصفه أهله وماله، فقال عبدالرحمن: بارك الله لك في أهلك ومالك، دلنى على السوق. فخرج إلى السوق وتاجر حتى أصبح من أغنى أغنياء المدينة؛ يقول عبدالرحمن بن عوف: فلقد رأيتنى ولو رفعت حجرا لرجوت أن أصيب ذهبا وفضة.” (السيرة النبوية لابن كثير) .
فقد ضرب لنا سعد بن الربيع أروع الأمثلة في الإيثار والمواساة؛ وضرب لنا عبدالرحمن بن عوف أروع الأمثلة في العفة والخروج إلى سوق العمل والإنتاج من أجل بناء الوطن؛ وهذا تصديق لقوله صلى الله عليه وسلم:” ومن يستعفف يعفّه الله، ومن يستغن يغنه الله.”(البخاري ومسلم) .
فعبدالرحمن بن عوف لم يركن إلى الكسل والخمول والاتكال على الآخرين ؛ وإنما سلك طريق العمل والجد والاجتهاد والسعي في الأرض حتى أصبح من أغنى أغنياء المدينة المعدودين على الأصابع ؛ وكان له دورٌ بارزٌ في تجهيز جيش العسرة ؛ فعن أبي مسعود قال : لما نزلت آية الصدقة كنا نتحامل على ظهورنا ، فجاء عبدالرحمن بن عوف فتصدق بشيء كثير ، فقالوا : مرائي . وجاء رجل اسمه ( أبو عقيل ) فتصدق بصاع ، فقالوا :
إن الله لغني عن صدقة هذا الصعلوك. فنزلت {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} ( التوبة: 79) قال ابن كثير:” وهذه أيضا من صفات المنافقين : لا يسلم أحد من عيبهم ولمزهم في جميع الأحوال ، حتى ولا المتصدقون يسلمون منهم، إن جاء أحد منهم بمال جزيل قالوا: هذا مراء، وإن جاء بشيء يسير قالوا : إن الله لغني عن صدقة هذا “.
ومبدأ الأخذ بالأسباب والسعي على الكسب مبدأٌ أصيلٌ يغرسه الرسول صلى الله عليه وسلم في نفوس أصحابه حينما يتوجع أحدهم أو يتمارض أو يركن إلى الخمول والكسل معتمداً في ذلك على صدقات المحسنين، مع قدرته على الكسب والعمل، فإذا جاءَ أحدُهم إليه صلى الله عليه وسلم يسألُه مالاً، وكانَ قوياً على العملِ وجهَّه إلى العملِ وحثَّه عليه، وبيَّن له أن العملَ مهما كانَ محتقراً في أعينِ الناسِ فهو أشرفُ للإنسانِ من التسولِ والمسألةِ، ومما يُروى في ذلكَ أن رجلاً من الأنصارِ أتى النبيَ صلى الله عليه وسلم يسألُه، فقال:
«أما في بيتك شيءٌ؟» قال: بلى، حِلسٌ نلبسُ بعضَه، ونبسُط بعضَه، وقَعبٌ نَشربُ فيه الماءَ، قال: «ائتني بهما»، قالَ: فأتاه بهما، فأخذَهما رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بيده، وقالَ: «من يشتري هذين؟» قالَ رجلٌ: أنا آخذهما بدرهمٍ، قالَ: «من يزيدُ على درهمٍ؟» -مرتينِ أو ثلاثاً-، قالَ رجلٌ: أنا آخذهما بدرهمين، فأعطاهما إياه، وأخذ الدرهمين، وأعطاهما الأنصاري وقالَ:
«اشتر بأحدهما طعاماً فأنبذه إلى أهلك، واشتر بالآخرِ قَدوماً فأتني به»، فأتاه به، فشدَّ فيه صلى الله عليه وسلم عوداً بيده، ثم قالَ:
«اذهب فاحتطِب وبع، ولا أرينَّكَ خمسةَ عشرَ يوماً»، فذهبَ الرجلُ يَحتطبُ ويبيعُ، فجاءَ وقد أصابَ عشرةَ دراهمٍ، فاشترى ببعضِها ثوباً وببعضِها طعاماً، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «هذا خيرٌ لك من أن تجيءَ المسألةُ نكتةً في وجهكَ يومَ القيامةِ، إن المسألةَ لا تصلحُ إلا لثلاثةٍ، لذي فقرٍ مُدقِعٍ، أو لذي غُرمٍ مُفظِعٍ، أو لذي دَمٍ مُوجعٍ» (رواه أبو داودَ والترمذيِّ وحسنَّه).
فالرسول صلى الله عليه وسلم لقن هذا الرجل درساً لا ينساه ، وبهذا سد الرسول صلى الله عليه وسلم باباً من أبواب الكسل والتواكل، فلو أن الرسول أعطاه من الصدقة لفتح بذلك الباب على مصراعيه للكسالى والمتواكلين، ولأصبحت هذه مهنتهم كما هي مهنة الكثيرين في هذا العصر، وما يرى – من أمثال هؤلاء – في الموصلات والشوارع والطرقات لأقوى دليل على ذلك، لهذا كله حرم الإسلام البطالة والكسل والركود لأن ذلك يؤدي إلى انحطاط في جميع مجالات الحياة، فإنه يؤدي إلى هبوط الإنتاج، وتخلف الأمة، وانتشار الفوضي، وكثرة المتواكلين، إضافة إلى المذاق الغير الطبيعي للقمة العيش وخاصة إذا حصل عليها الكسول من عرق جبين غيره، فينبغي على الفرد أن يعمل ليأكل من كسب يده لأنه أفضل أنواع الكسب.
فقد أخرج البخاري عَنْ الْمِقْدَامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؛ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ؛ وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ “.
وفيما فعله المهاجرون والأنصار نزلت العديد من الآيات تثني على سلوكهم في الإخاء والتعاون والتشارك في بناء الوطن كقوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة:100]، وقال سبحانه في شأن مدح المهاجرين فقط: {للْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحشر:8]. ثم قال سبحانه في شأن مدح الأنصار فقط: {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر:9]،
ولقد صار التابعون من بعدهم على خلق الإيثار والإخوة الصادقة؛ فقد أهدى رجل من السلف ذراع شاة لأخيه، فأخذ الرجل الذراع وقال:
من هو أحوج مني إليه؟ لي أخ يحتاج إليه فأعطاه له، والثالث أخذ الذراع وقال: من أحوج إليه مني؟ لي أخ فأعطاه له، وظل الذراع يدور بينهم حتى عاد إلى الأول، إنه الإيثار الذي عدم هذه الأيام!!
وأنتم أيضاً تقرؤون عن الذين احتضروا في المعركة، فجاء الساقي إلى الأول ليسقيه، فرفض وقال: اذهب إلى أخي الذي بجواري فإنه أشد حاجة مني إلى الماء، وهذا عند الاحتضار! والثاني يقول له: اذهب إلى من بجواري فإنه أحوج إلى الماء مني، وظل يدور بينهم حتى وصل إلى الأخير، ثم قال: عد به إلى الأول، فجاء إلى الأول فوجده قد فارق الحياة، وكذلك الثاني والثالث، فماتوا جميعاً دون أن يشربوا شيئاً، إنه الإيثار والأخوة الصادقة، فأين هي الآن؟ نسأل الله العفو والعافية.
عباد الله: لقد ساهمت المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار في بناء الأوطان وتقوية المجتمع المسلم الجديد في المدينة، وبتحقيقها ذابت العصبية وأشاعت في المجتمع عواطف ومشاعر الحب وملأته بأروع الأمثلة من الأخوة والعطاء والتناصح والتعاون في بناء الأوطان!!
فما أحوج الأمة الإسلامية – في هذه المرحلة- إلى هذه المعاني السامية والقيم النبيلة والإخوة الصادقة من أجل بناء وطننا !!
الأساس الثالث : المعاهدات بين المسلمين وغير المسلمين
وتتمثل في صلة الأمة بالأجانب عنها والذين لا يدينون بدينها؛ فعقد صلى الله عليه وسلم معهم معاهدة أقرهم فيها على دينهم وأموالهم وشرط لهم واشترط عليهم؛ وكانت من أهم شروط هذا الاتفاق والمعاهدة المبرمة معهم: الأخوة في السلم؛ والدفاع عن المدينة وقت الحرب؛ والتعاون التام بين الفريقين إذا نزلت شدة بأحدهما أو كليهما؛ ولكن اليهود أخلوا بهذه الشروط ولم يحافظوا على الوفاء بعهدهم مما اضطر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى محاربتهم وإجلائهم عن المدينة؛ لتكون بعدها نظيفة منهم ومن أعمالهم العدوانية تجاه المسلمين القائمين بالمدينة !!
فحينما استقرَّ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- في المدينة المنورة بعد الهجرة إليها أسَّس نظامًا عامًّا أساسه التعايش السلمي، وبالمصطلح الحديث فإنه أرسى مبدأ المواطَنة، ولا شكَّ أننا -اليومَ- في أشد الحاجة إلى هذا المفهوم؛ مفهوم أن تعيش مع الآخر، مفهوم المواطنة، مفهوم قَبول الآخَر؛ فالنبي -عليه الصلاة والسلام- وجد في المدينة مزيجًا إنسانيًّا متنوعًا من حيث الدين والعقيدة، وحيث الانتماء القبلي، والعشائري، ومن حيث نمط المعيشة، المهاجرون من قريش، والمسلمون من الأوس والخزرج، والوثنيون من الأوس والخزرج، واليهود من الأوس والخزرج، وقبائل اليهود الثلاثة:
بنو قينقاع، وبنو النضير، وبنو قريظة؛ والأعراب الذين يساكنون أهل يثرب، والموالي، والعبيد، وغيرهم.
مهاجرون، أوس، وخزرج: منهم مسلمون، منهم وثنيون، منهم يهود، قبائل اليهود الثلاثة، أعراب، عبيد، بالمصطلح الحديث: مجتمعٌ فُسَيْفِسَائِيٌّ، كبعض البلاد الإسلامية، التي يقتتل أهلها، فكيف وفَّق النبيُّ بين هذه الانتماءات؟ وبين هذه الاتجاهات وتلك الأديان؟ بين المؤمنين بدين؟ وبين الوثنيين؟ بين المؤمنين بدين وهم مشركون؟ وبين الموحِّدين؟
هذا الذي نحن في أَمَسِّ الحاجة إليه، كي نستطيع أن نقف في وجه أعدائنا الذين يتربصون بنا الدوائرَ؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم قد تعامَل مع غير المسلمين من خلال مبدأ التعايش السلمي حتى مع كل مَنْ عاداه وآذاه، ولم يبدأهم بقتال قط؛ وإنما كانت غزواته دفاعاً؛ مراعياً أخلاق الحرب موصياً بالأطفال والنساء والشيوخ خيراً؛ وقد ذكرنا ذلك أكثر من مرة مما يغنى عن إعادته مرة أخرى؛ ومع ذلك فقد غدروا به مراتٍ عديدةً، وشواهد ذلك من السنة والسيرة أكثر من أن تُحصى وأنت بها خبير.
وهنا السؤال المطروح: لماذا ركز النبي صلي الله عليه وسلم على هذه الأسس الثلاث مع أن في الإسلام أسساً غيرها كثيرة؟!!
والجواب: أن هذه الأسس الثلاث هي أساس بناء الأوطان وربطٌ للصلة من جوانبها الثلاثة : فالمسجد ليربط صلة وعلاقة العبد بربه، والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار لتربط علاقة المسلم بأخيه المسلم؛ والمعاهدات بين المسلمين وغيرهم لتربط علاقة المسلم بغير المسلم.
فإذا كانت علاقة المسلم بربه قوية وإيمانه عميق وذلك من خلال المسجد؛ وكانت علاقة المسلم بأخيه المسلم قائمةً على التعاون والإيثار والمحبة والتشارك؛ وكانت علاقة المسلم بغير المسلم قائمة على التعايش السلمي والتسامح؛ فلا شك أننا نبني وطناً قوياً متماسك الأركان والبنيان؛ يشد بعضه بعضا؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى!!
لهذه الأسباب كان تركيز النبي – صلى الله عليه وسلم – على هذه الأسس الثلاثة في بناء الدولة الإسلامية !!
بل إن حسن علاقتك بالله وبالناس طريق إلى الجنة؛ ؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ؟ فَقَالَ:” تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ” وَسُئِلَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ؟ فَقَالَ:” الْفَمُ وَالْفَرْجُ” [ أحمد والترمذي وصححه ].
وقد وقفت كثيراً عند هذا الحديث متسائلاً: لماذا اقتصر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث على هذين الأمرين ؟!
قال العلماء في ذلك : لأن تقوى الله تصلح ما بينك وبين الله ؛ فتمتثل الأوامر وتنتهي عن المحرمات !!
وحسن الخلق يصلح ما بينك وبين الناس ؛ فلا تكذب على أحدٍ ؛ ولا تخون أحداً ؛ ولا تحقد على أحدٍ …… إلخ
وهذه هي أسس بناء الدولة الإسلامية في ضوء الهجرة النبوية ؛ إذا حققناها نفوز بسعادة العاجل والآجل .
أسال الله أن يصلح ذات بيننا وأن يؤلف بين قلوبنا وأن يحفظ بلادنا من كل مكروه وسوء ؛؛؛
الدعاء…….. وأقم الصلاة،،،،
كتب : أسس بناء الدولة في ضوء الهجرة النبوية : خادم الدعوة الإسلامية
د / خالد بدير بدوي
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف